من أقدم أنواع الحمضيات ، موطنه الأصلي حسب آخر الأبحاث هو السفوح الجنوبية لجبال الهملايا من الهند إنتقل إلى بلاد فارس ، الشرق الأوسط ، ثم الأندلس و الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط …

جينيا يعتبر لارنج مزيجا بين الليمون الهندي (pamplemousse ) و اليوسفي (mandarine ) ، يشبه البرتقال لكنه أصغر منها قليلا ، طعمه مر جدا ، و يحتوي على بذور عديدة ، لكنه يستعمل منذ مئات السنين لشكل شجرته الجميل جدا ، إذ يستعمل لتزيين الحدائق و الشوارع ، جمال يزيد من روعته أوراقه الجميلة الخضراء طوال السنة ، شكل أزهار لارنج البيضاء و رائحتها الزكية ، و لون ثماره التي تنضج في عز الشتاء ! أشجار كانت تزين ساحة المسجد العتيق بقرطبة ، لؤلؤة الأندلس ، حتى سماها الإسبان cordobesa ( القرطبية ) !!

تسمى هذه الثمرة لارنج بالدارجة ، الإسم مشتق من العربية نارنج ( بالإسبانية naranja تعني برتقال ) ، الذي هو بدوره مشتق من الفارسية و الهندية narang ، بالفرنسية تسمى la bigarade أو l’orange de Séville ( برتقال إشبيلية ) ، و الشجرة le bigaradier ، كلمة مشتقة من الأوكسيتانية القديمة bigarrada التي تعني : المشكلة من مزيج غير متناسق ….

شجرة لارنج من أطول أشجار الحمضيات عمرا ( تصل إلى 600 سنة !! ) ، و من أكثرها مقاومة للبرد ( حتى -6 درجة ) و للأمراض …. في كل بساتين البرتقال و الحمضيات بصفة عامة نجد شجرة لارنج او عدة أشجار ، لتلقيح الأشجار الأخرى وضمان جودة المحصول ….

رغم مرارته ، لثمار لارنج و شجرته عدة استعمالات ، منذ آلاف السنين !! منها :

  • تنقع قشوره في زيت الزيتون ، و تستعمل كدواء لأمراض الجهاز التنفسي ، لتسهيل الهضم ، للتجميل ، كمهدئ ،لعلاج الأرق …. إلخ
  • أزهاره تستعمل لصنع أفضل أنواع ماء الزهر ، و تستعمل كذلك في صناعة العطور و مواد التجميل
  • زيت بذوره تخفض من نسبة الكولسترول في الدم
  • ثماره يصنع منها معجون لارنج ، الشهير بمنطقتنا ، للعلم فإن المعجون التقليدي يصنع بلارنج و ليس بالبرتقال ، يمكن صناعة معجون لارنج بكميات قليلة من السكر ، لأن بذوره تكفي لتخثير المعجون !
  • دراسات يابانية حديثة تؤكد فعالية زيوت لارنج لعلاج سرطان القولون

كنز من كنوز متيجة الغالية ، كانت أشجار لارنج تزين كل مدنها ، و عندما نمشي قربها نشم رائحتها الرائعة ، أشجار قطعت و أزيلت ، و استبدلت بأشجار النخيل، أو بأشجار لا نعرف حتى اسمها و لا فائدة لها ، أو ببنايات إسمنتية فضيعة ، من طرف من لا يعرفون قيمة شجرة لارنج ، بل كانوا يحسبونه برتقالا حسب القصة الشعبية ، و يستغربون كيف أن البليديين لا يقطفونه قائلين مقولة تداولتها الألسن : ” بليدة زينة و فيها تشينة و ماينحوهاش ….. “

هناك ورقة بحثية من ڨوڨل لإستعمال ذكاء صناعي تم تدريبه لتشخيص الأمراض ،نسبة دقته وصلت ل92,6 بينما دقة إجابات الاطباء 92,9 …

الإعلان